تداعيات فضيحة إبستين تلاحق شقيق الملك تشارلز… الأمير أندرو يتخلى عن ألقابه الملكية تحت الضغط

شقيق الملك تشارلز يتخلى عن لقبه الملكي: فضيحة إبستين تُعيد خلط أوراق العائلة البريطانية

في خطوة درامية تهز أركان القصر الملكي البريطاني، أعلن قصر باكنغهام أن الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز الثالث، قرر التخلي عن استخدام لقبه الملكي «دوق يورك» يأتي القرار بعد سنوات من الجدل والاتهامات التي لاحقته بسبب ارتباطه برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المتهم بتأسيس شبكة واسعة من الاستغلال الجنسي للفتيات القاصرات.
ضغط إعلامي متصاعد ومذكرات مثيرة للجدل

شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في الضغط الإعلامي على الأمير أندرو، خاصة بعد نشر مذكرات ما بعد الموت للضحية الرئيسية في قضية إبستين، «فيجينيا جيوفري»، التي أنهت حياتها انتحارًا في أستراليا خلال أبريل الماضي. وقد تضمنت المذكرات تفاصيل جديدة عن علاقاتها المزعومة بالأمير، ما أعاد القضية إلى دائرة الضوء مجددًا.

وفي بيان رسمي صدر عن القصر الملكي، قال أندرو:

«أُدرك أن الاتهامات المستمرة ضدي تُشتّت الانتباه عن أعمال العائلة الملكية، وبالاتفاق مع جلالة الملك، قررت التوقف عن استخدام لقب دوق يورك في الحياة العامة».

وأوضح البيان أن أندرو سيظل «أميرًا بالولادة» ويحتفظ بلقبه قانونيًا، إذ لا يمكن سحب الدوقية إلا عبر قانون صادر عن البرلمان البريطاني. ومع ذلك، لن يُستخدم اللقب في الوثائق الرسمية أو المناسبات العامة بعد الآن.

خطوة لحماية العائلة وصورتها

وبحسب مصادر قريبة من القصر نقلتها وسائل إعلام بريطانية، فقد عقد الملك تشارلز اجتماعًا خاصًا مع شقيقه في الأسبوع الماضي، نوقش خلاله القرار النهائي. ويُعتقد أن الملك اتخذ هذه الخطوة لحماية سمعة العائلة الملكية، ولا سيما ابنتي أندرو، الأميرتين بياتريس ويوجيني، اللتين تأثرتا بشدة بتداعيات القضية.

ويعني هذا القرار فعليًا نهاية مشاركة الأمير أندرو في الحياة الملكية، بما في ذلك استبعاده من المناسبات العامة الكبرى مثل احتفالات عيد الميلاد الملكي لهذا العام.

بداية العلاقة المريبة مع إبستين

تعود جذور القضية إلى أواخر التسعينيات، حين تعرّف الأمير أندرو على جيفري إبستين في أوساط المجتمع النيويوركي الراقي. كان إبستين حينها رجل أعمال ثريًا يقدّم نفسه كوسيط بين النخبة العالمية، لكن خلف الأبواب المغلقة، كانت تُدار شبكة مظلمة من الاستغلال الجنسي للفتيات القاصرات.

أصبح أندرو ضيفًا دائمًا في حفلات إبستين الفاخرة وفي قصره بولاية فلوريدا. وفي عام 2001، زار جزيرة إبستين الخاصة في البحر الكاريبي، والمعروفة لاحقًا باسم «جزيرة الشيطان» بسبب الجرائم التي ارتُكبت فيها.

الفضيحة تنفجر والاتهامات تتصاعد

تفجّرت الفضيحة عام 2019 بعد اعتقال إبستين للمرة الثانية وانتحاره الغامض في سجنه، حيث ظهرت صور تُظهر الأمير أندرو برفقة «فيجينيا جيوفري» في شوارع نيويورك عام 2010، رغم ادعائه أنه قطع علاقته بإبستين بعد إدانته الأولى.

وفي عام 2021، رفعت جيوفري دعوى قضائية ضد أندرو، مدعيةً أنه أجبرها على إقامة علاقة وهي في السابعة عشرة من عمرها. انتهت القضية بتسوية مالية سرّية عام 2022، لكن التسريبات والوثائق اللاحقة أظهرت استمرار التواصل بينه وبين إبستين حتى عام 2011.

عبء ثقيل على عرش تشارلز

منذ اعتلاء الملك تشارلز العرش عام 2022، سعى إلى ترميم صورة العائلة الملكية التي تضررت بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية. إلا أن تورط شقيقه في القضية بقي عبئًا ثقيلًا يهدد هذا المسعى.

وفي ظل تجدد الغضب الشعبي بعد نشر مذكرات جيوفري، والتي وصفت أندرو بأنه «اعتقد أن علاقته بها كانت حقًا ملكيًا»، وجد القصر الملكي نفسه أمام خيار واحد: فصل أندرو عن الحياة العامة نهائيًا.

بهذا القرار، يُطوى فصل جديد من فصول واحدة من أكثر الفضائح التي هزت العائلة الملكية البريطانية في العصر الحديث، فيما تبقى التساؤلات معلّقة حول مدى تأثيرها على مستقبل الملكية البريطانية وثقة الشعب بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى