حماس تؤكد: إغلاق نتنياهو لمعبر رفح يعد انتهاكًا لبنود الاتفاق
حركة حماس أكدت أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإغلاق معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر يمثل انتهاكًا واضحًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار. لذلك، أثار هذا القرار موجة من القلق على المستوى الإنساني والسياسي، خصوصًا بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح المعبر اعتبارًا من 20 أكتوبر. وبعبارة أخرى، يعكس هذا القرار تصعيدًا جديدًا من الجانب الإسرائيلي قد يهدد استقرار جهود الوساطة الدولية.
علاوة على ذلك، يمثل الإغلاق ضغطًا على حركة حماس من أجل تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، وهو ما لم يكن جزءًا من الاتفاق المعلن سابقًا. في نفس السياق، يثير القرار تساؤلات حول التزامات إسرائيل أمام الوسطاء الدوليين، ومدى احترامها للاتفاقيات التي تم التوصل إليها.
نبذة عن اتفاق وقف إطلاق النار :
في 9 أكتوبر 2025، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية وتركية، وبمشاركة أمريكية. هذا الاتفاق تضمن عدة نقاط أساسية تهدف إلى حماية المدنيين واستقرار المنطقة، ومن أهم هذه البنود:
- تبادل الأسرى، حيث وافقت حماس على تسليم جثث 28 أسيرًا إسرائيليًا مقابل الإفراج عن 20 أسيرًا فلسطينيًا.
- فتح معبر رفح لتسهيل حركة المواطنين والإمدادات الإنسانية والطبية، بما يضمن وصول الغذاء والدواء للمحتاجين.
- التزام الطرفين بوقف أي هجمات عسكرية أو صاروخية ضد المدنيين، بما يضمن حماية السكان والبنية التحتية.
- التنسيق مع الوسطاء الدوليين لمتابعة تنفيذ جميع بنود الاتفاق بشكل دقيق.
لذلك، كان الاتفاق بمثابة محاولة لإعادة بناء الثقة بين الطرفين وتوفير بيئة مناسبة للسلام المؤقت. ومع ذلك، قرار إسرائيل بإغلاق المعبر يمثل خطوة غير متوقعة وقد تؤثر على الالتزام بتنفيذ هذه البنود.
قرار نتنياهو بإغلاق معبر رفح :
في 18 أكتوبر 2025، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن معبر رفح سيظل مغلقًا حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى أن إعادة فتحه مرتبطة بتسليم حركة حماس لجثث الأسرى الإسرائيليين. بالتالي، يبدو أن إسرائيل تضيف شروطًا جديدة لم تكن واردة في اتفاق وقف إطلاق النار، مما يعقد الوضع السياسي.
- القرار جاء بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة عن إعادة فتح المعبر اعتبارًا من 20 أكتوبر، وهو ما يمثل تحديًا جديدًا للالتزامات الإسرائيلية.
- إسرائيل شددت على أن أي فتح للمعبر سيكون مشروطًا بتنفيذ حماس لبنود إضافية لم يتم الاتفاق عليها مسبقًا.
- هذا الإجراء أثار ردود فعل واسعة في غزة وخارجها، حيث اعتبره الكثيرون محاولة لممارسة الضغط السياسي على الحركة.
رد فعل حماس :
حركة حماس وصفت قرار نتنياهو بأنه خرق فاضح لبنود الاتفاق، مؤكدًا أن الإغلاق يمثل تنكرًا للالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل أمام الوسطاء الدوليين. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الحركة أن استمرار إغلاق المعبر سيؤدي إلى:
- تأخير عمليات انتشال جثث المدنيين من تحت الأنقاض نتيجة الحصار المفروض على المعدات الإنسانية والطبية.
- منع وصول المعدات الطبية والإمدادات الأساسية اللازمة للتعامل مع الوضع الإنساني المتفاقم في القطاع.
- زيادة الضغط على المدنيين وتعقيد جهود الوساطة الدولية لإعادة الثقة بين الطرفين.
باختصار، اعتبرت حماس أن هذا الإجراء ينتهك القوانين الدولية ويعرض المدنيين في قطاع غزة للخطر، ويهدد استقرار اتفاق وقف إطلاق النار.
الوضع الإنساني في غزة :
قطاع غزة يعاني من أوضاع إنسانية مأساوية نتيجة الحصار المستمر والتدمير الواسع للبنية التحتية. بالتالي:
- إغلاق معبر رفح يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية، ويعيق وصول المساعدات الغذائية والطبية والوقود.
- المستشفيات في القطاع تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص الوقود والمعدات الطبية، مما يهدد حياة المرضى.
- الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تأثرًا، حيث تواجه الأسر نقصًا حادًا في الغذاء والأدوية الأساسية.
- مع استمرار الإغلاق، من المتوقع أن تتفاقم أزمة المياه والكهرباء، ما يزيد من معاناة السكان ويعرض حياتهم للخطر.
في نفس السياق، حذرت منظمات دولية عدة من تفاقم الوضع الإنساني، ودعت إسرائيل إلى الالتزام بفتح المعبر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون تأخير.
الموقف الأمريكي والدولي تجاه إغلاق نتنياهو لمعبر رفح :
وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت موقفًا رسميًا بشأن الوضع في غزة، مؤكدة على أن أي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار سيشكل تهديدًا للأمن الإقليمي. علاوة على ذلك:
- أشارت الولايات المتحدة إلى تقارير موثوقة تفيد بأن حركة حماس قد تخطط لهجمات محتملة، وهو ما يهدد استقرار المنطقة.
- المجتمع الدولي دعا جميع الأطراف إلى الالتزام بالاتفاقات لتجنب التصعيد العسكري وتهديد المدنيين.
- التأكيد على ضرورة تهيئة بيئة آمنة لعودة الثقة بين الطرفين، وضمان حماية السكان المدنيين.
بالمثل، شددت الأمم المتحدة على أن استمرار إغلاق معبر رفح يزيد من الضغط على المدنيين، ويشكل عائقًا أمام الجهود الإنسانية والسياسية لإعادة الاستقرار إلى القطاع.
تحليل وتوقعات الخبراء أمام إغلاق نتنياهو لمعبر رفح :
خبراء السياسة الدولية والتحليل العسكري أكدوا أن إغلاق معبر رفح يمثل خطوة ضغط سياسي من الجانب الإسرائيلي. ومع ذلك:
- هناك توقعات بأن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تصعيد عسكري غير محسوب، خاصة إذا استمرت القيود على الحركة والإمدادات.
- استمرار الأزمة الإنسانية قد يضع الوسطاء الدوليين أمام تحديات جديدة لإعادة الاتفاق إلى مساره الطبيعي.
- احتمالية زيادة التوتر بين الطرفين قد تدفع إلى تدخل دولي عاجل لتفادي أي مواجهة مباشرة.
لذلك، يرى المحللون أن الالتزام ببنود الاتفاق من جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لتخفيف الأزمات الإنسانية والسياسية في غزة.
تداعيات إغلاق نتنياهو لمعبر رفح على المدنيين :
إغلاق المعبر له تأثير مباشر على حياة المدنيين في غزة، حيث:
- آلاف الأسر تواجه نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، ويزيد ذلك من معاناة الأطفال والمرضى وكبار السن.
- ضعف وصول الوقود يعطل تشغيل المستشفيات والمولدات الكهربائية، مما يفاقم الأزمة الصحية.
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدواء بسبب ندرتها، وهو ما يضع سكان القطاع تحت ضغط اقتصادي إضافي.
- تأخر وصول المساعدات الإنسانية يزيد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية والمضاعفات الصحية الأخرى.
بالمثل، يؤكد الخبراء أن أي تأجيل في فتح المعبر سيزيد من حجم الأزمات الإنسانية وسيجعل جهود إعادة بناء القطاع أكثر صعوبة وتعقيدًا.
الخاتمة :
في الختام، يمثل إغلاق معبر رفح من قبل إسرائيل خطوة استفزازية تزيد من تعقيد الوضع في قطاع غزة. لذلك، من الضروري أن تلتزم جميع الأطراف ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وأن تعمل على تهيئة الظروف المناسبة لإعادة بناء الثقة وتحقيق السلام المؤقت.
علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك ضغط دولي فعال لضمان وصول المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين، وحماية المدنيين من أي تصعيد محتمل. بالتأكيد، الالتزام بالاتفاقيات هو السبيل الوحيد لتخفيف التوترات والحفاظ على حياة المدنيين في قطاع غزة.
المصدر: إعداد وتحليل فريق نيوز بوست . . للمزيد من التقارير والتحليلات اشترك في نشرتنا الإخبارية.