هل صيام يوم عرفة واجب
يصادف يوم عرفة اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو إحدى الأيام العشر الأواخر قبل العيد، وبسبب اقترابنا هذه الأيام للعد التنازلي لاستقبال الأيام الفضيلة التي ينتظرها المسلمون والحجاج في كل عام، ينشغل العديد من الأشخاص بالبحث عن أحكام بعض النوافل التي نؤديها في تلك الأيام من بينها صيام يوم عرفة.
هل صيام يوم عرفة واجب
ينتمي صيام يوم عرفة إلى صوم النوافل، وهو يصومه غير الحاج، يستحب صيامه لغير الحاج، لأنه يكون في هذا اليوم يكون الحاج واقفاً في عرفة، وينشغل بتأدية مناسك الحج، أما غير الحاج فهو مستحب له، وصيام هذا اليوم يكفر للصائمه سنتين، سنة قبلها وسنة بعدها.
ولكن المؤكد في السنة أنه مستحب صيامه لغير الحاج، ولا يستحب للحاج لأنه لا يجب أن ينشغل عن وقوفه في عرفة وأداء مناسك الحاج، لأن الصيام سيضعفه عن الذكر و العبادة.
ورد النهي عن صيامه بحديث لرسول الله قال: عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله ﷺ عن صوم يوم عرفة بعرفات» رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه.
وقد نشرت دار الإفتاء المصرية تؤكد على أن هذه الأيام ويوم عرفة هو من أفضل الأيام وقد ورد في السنة لحديث مسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ».
وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم استحباب صوم يوم عرفة للحاج حتى إن كان قوياً، وصومه مكروه عند المالكية والحنابلة وخلاف الأولى عند الشافعية حيث روت أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ. أخرجه البخاري.
أما الحكمة من كراهية صوم يوم عرفة للحاج فهو لأنه يضعفه عن الدعاء والوقوف لذلك تركه أفضل وقيل في تفسير آخر لأنهم أضياف الله، وبحسب الشافعية فإنه يسن فطره للمسافر والمريض مطلقاً ويسن صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلاً، أما الحنفية فقد ذهبوا لاستحباب صيام عرفة للحاج أيضاً، ولكن إذا لم يضعفه الصيام عن الوقوف بعرفة ولم يخلّ بالدعاء أما إذا أضعفه فقد كُره له الصوم.