هل الاستثمار في الذهب في الوقت الحالي مفيد؟
يشهد سوق الذهب في الآونة الأخيرة تذبذب كبير في الاسعار، وذلك بسبب الحرب الناشبة بين روسيا وأوكرانيا، والذي بالطبع سيؤثر على أسعار الذهب العالمية
ويلجا الكثير من الناس إلى شراء الذهب كنوع من الاستثمار، ولكن بعد ارتفاع سعر الدولار مقابل العملات الأخرى بدأت الناس تتسآل حول هل الوقت مناسب لشراء الذهب، هذا ما سنجيب عليه خلال الأسطر التالية، فلنتابع سويا.
الوقت المناسب لشراء الذهب؟
شهدت أسعار تداول الذهب مجموعة من التقلبات الحادة خلال شهر مايو الماضي، وذلك بعد أن قام لابنك الفيدرالي بالاعلان عن رفع سعر الفائدة، وحينها وصل الذهب إلى أعلى مستوياته وسجل سعر 1200 جنيه للجرام عيار 21 وهو النوع الأكثر مبيعا في الأسواق، ثم عاود بعد ذلك الانخفاض مرة ثانية ليصل إلى 1000 جنيه للجرام.
ومع حلول موعد عيد الأضحى توقع الكثير من الخبراء ارتفاع أسعار الذهب بسبب نشاط حركة البيع والاقبال على شرائه في الأعياد.
أما فيما يتعلق بأفضل موعد لشراء الذهب فإنه صرح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب فيما يتعلق بموعد شراء الذهب، أن كل المواعيد والأوقات مناسبة لشراء الذهب ما دام توافرت السيولة.
بل يعتبر الذهب واحد من اهم الاستثمارات التي يمكن اللجوء إليها في الوقت الحالي، والدليل على ذلك ان معظم الدول تعمل على زيادة مخزونها من الذهب خاصة في وقت الازمات، ومن ثم فإنه مادام أن الدول تعظم من مخزونها من الذهب في وقت الأزمات فالأمر نفسه ينطبق على الأشخاص.
وقد علق واصف عن مخاوف بعض الناس فيما يتعلق بتراجع أسعار الذهب وأنهم سوف يتعرضون لخسارة أموالهم فإن هذا المبدأ لا يتماشى تماما مع ألاستثمار في الذهب، هذا وقد أضاف أنه من يرغب في الاستثمار قصير الأجل فعليه عدم اللجوء إلى الاستثمار في الذهب، وذلك لان الاستثمار في الذهب يعتبر الخيار الأمثل في حالة ان الاستثمار طويل الاجل.
وصرح أيضا واصف أنه في حالة شراء الذهب فإنه من الأفضل اختيار المشغولات الذهبية المصنعة، ويرجع السبب في ذلك في أن الكثير من الناس الذين يقوموا بالاستثمار في الذهب يلجأوا إلى شراء السبائك الذهبية والجنيهات الذهب لأنها بدون مصنعية، وهذا الاعتقاد خاطئ بالمرة، ويرجع السبب في ذلك في أنه السبائك والجنيهات لها مصنعية تقترب قيمتها من قيمة هذه المشغولات.
ولأن الذهب زينة وخزينة فإن شراؤنا له في صورته الخام يفقدنا عنصر التزين به، وتعتبر هذه القيمة الأكبر للذهب.
وقد أشار الواصف أن أسعار الذهب لا ترتبط بالاعياد أو بمواسم الشراء حيث أن أسعار الذهب ترتبط ارتباط وثيق بالبورصة العالمية، هذا بالإضافة إلى سعر صرف الدولار، ولا يرتبط بالأعياد، فهذا اعتقاد خاطئ بالمرة.
ومن الجدير بالذكر أنه يصعب توقع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة بيسبب اضطراب الأحوال الاقتصادية، وذلك بسبب الحرب الناشبة بين كلا من روسيا وأوكرانيا.
وأضاف الواصف في تصريحاته انه منذ 10 أيام مضت فإن أسعار الذهب تعيش حالة من الاستقرار، أو بمعنى أدق فإنها تتحرك صعودا وهبوطا ولكن في نطاق محدود جدا، وهذا ما يدفع المواطنين للشراء، هذا بالإضافة إلى أن الواصف أشار أن حركة البيع والشراء في أسواق الذهب تشهد حالة من التعافي خلال هذه الفترة عن الفترة الماضية، والتي تأثرت بشكل كبير وسلبي بسبب ارتفاع أسعار الذهب ارتفاع غير طبيعي.
هل الأفراد يقوموا بالاستثمار في الذهب حاليا؟ رئيس تارجت يجيب.
أوضح رئيس تارجت للاستثمار أن الخوف من حدوث التضخم هو واحد من أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل واضح وملحوظ، هذا بالإضافة إلى حدوث زيادة في التدفقات لصناديق الاستثمار من الذهب.
وأضاف نور الدين في أحد لقاءاته مع الصحف أن الزيادة في الطلب على شراء الذهب بشكل عنيف والذي لم يسبق له مثيل من قبل سيؤدي بلا شك إلى حدوث زيادة أكبر في ارتفاع الأسعار، خاصة في المناسبات التي تزداد وتنشط فيها حركة البيع، وقد أضاف نور أن تخطي سعر الاونصة لكسر 2060 دولار أمريكي يمكن أن يؤهلها إلى ان تصل قيمة 2150 دولار أمريكي، او أعلى من ذلك.
وقد صرح رئيس تارجت للاستثمار أن العملات الرقمية حتى الآن لم تستطيع سحب البساط من تحت أرجل الذهب، بحيث تصبح مخزن للقيمة كبديل عنه، حيث أن أكبر العملات الرقمية وهي البيتكوين شهدت انخفاض في قيمتها لتصبح قيمتها 38 ألف دولار بعد ان كانت 60 الف دولار ، وفي الوقت الحالي لا تستطيع كسر حاجز الـ 45 ألف دولار أمريكي.
وقد أضاف نور الدين أن المشكلة الحقيقة لارتفاع أسعار الذهب، واحتمالية وصول الأونصة إلى 2600 دولار بسبب ضغف القوة الشرائية لدى الأفراد، وذلك بسبب أن مستويات الدخول أصبحت منخفضة مقارنة بارتفاع الأسعار، وبدأ الناس تبحث عن شراء المواد الأساسية، والاستغناء عن كل الكماليات، وأصبح الجزء الذي يخصصونه للاستثمار وأصبح الجزء المخصص للاستثمار صغير جدا، أو يكاد يكون منعدم.
وصح رئيس تارجت للاستثمار أن البنوك المركزية أصبحت غير كمهتمة تماما تجاه شراء الذهب في الوقت الحالي، ويرجع السبب في ذلك أنه تتبع سياسات تشديدية سواء كانت في أمريكا أو أوروبا والهند والشرق الأوسط، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الذهب.
فعلى سبيل المثال تعتبر دولة كازخستان واحدة من أهم الدول المنتجة للذهب، والتي تقوم بعمليات البيع والشراء ولديها حركة نشطة من مخزون الذهب ، وتعمل على توفير أكبر قدر ممكن منه.
وقد أضاف نور الدين أنه لا يفضل الاستثمار في الذهب على المدى القصير، أو أنه هو الرأي الصواب على الأرجح، فلكي تتمكن من الحصول على عائد مناسب لابد أن يكون الاستثمار في الذهب من خمس سنوات كحد أدنى، إما بالنسبة للذهب شرائه وبيعه على المدى القصير يعتبر بمثابة آلة للتحوط وليس الاستثمار.
هذا بالإضافة إلى أنه ليس من الأفضل للأفراد أن يقوموا بشراء الوثائق المتداولة للاستثمار فيما يخص الذهب، ويرجع السبب في ذلك في أن تحركات هذه الوثائق عنيفة جدا، حيث وصلت كمية المخزون من هذه السندات إلى أقصى حد لها خلال الربع الاول من العام الجاري، وبمجرد أن تنتهي الحرب الناسبة بين روسيا وأوكرانيا وهو أمر غير متوقع في الوقت الحالي، فإنه سيتم بيع كل هذه الوثائق بأقل من قيمتها.
لذلك من الأفضل شراء الذهب سواء كان في صورته الخام أو في صورة مشغزلات ذهبية فالفرق في المصنعية بينهما ليس جوهري، وهو ما يدفع الناس لشرائه في صورته الخام، وذلك من اجل الاستثمار فيها والاحتفاظ بقيمة المال كما هو.
ومن الجدير بالذكر أن البنوك المركزية تتوقع ان أمريكا ستواجه حالة من الركود الاقتصادي خلال الفترة القادمة، وتعرضها لحالة من التضخم قد تؤدي إل رفع أسعار الفائدة بشكل غير مسبوق من قبل البنك الفيدرالي لمواجهة التضخم.
فيما سبق قدمن لكم كل ما هو متعلق بأفضل وقت للاستثمار، وكيف يكون الاستثمار في الذهب مفيد.